عرض بعنوان : ـ قاعدة : الأصل عدم تكرر النزول . ـ وقاعدة : قد يكون سبب النزول واحدا والآيات النازلة متفرقة والعكس .لصاحبه حسن الدنوب

بسم الله الرحمن الرحيم

عرض بعنوان :

ـ قاعدة : الأصل عدم تكرر النزول .

ـ وقاعدة : قد يكون سبب النزول واحدا

والآيات النازلة متفرقة والعكس .




إعداد الطالب :
تحت إشراف الأستاذ :
حسن الدنوب
الدكتور: مصطفى فضيل






السنة الجامعية :

2010/ 2011



1

الحمد لله الذي نور قلوب عباده وهداهم إلى فهم كتابه ليطلعوا على أسراره

وليقفوا على مراده ، وهي مهمة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام .

أما بعد :

فإني أتناول هذه القاعدة من زوايا أربع :

ـ توثيق القاعدة .

ـ صورة صياغتها .

ـ شرحها .

ـ تطبيقاتها .

أولا : توثيق القاعدة .

ذكر خالد السبت في القسم الأول من المقصد الأول الذي عقده للحديث عن

نزول القرآن وما يتعلق به مجموعة قواعد تتعلق بأسباب النزول منها

قاعدة: الأصل عدم تكرر النزول .




2


- بعد الرجوع إلى كتاب البرهان للإمام الزركشي وجدته قد عقد فصلا

عنونه بقوله ( فيما نزل مكررا ) 1


وفي الإتقان للسيوطي جعل النوع الحادي عشر من الجزء الأول تحت

عنوان : ( ما تكرر نزوله ) . 2

*صورة الصياغة .

يبدو للقارئ أن خالد السبت صاغ هذه القاعدة صياغة مخالفة لغيره ممن

ألفوا في علوم القرآن فكل من الإمام الزركشي والإمام السيوطي تحدثوا عن

تكرر النزول أولا ذاكرين الحكمة من ذلك . بينما خالد السبت جعل الأصل

الذي انطلق منه هو عدم تكرر النزول وأن ما تكرر نزوله هو خروج عن

هذا الأصل .

* شرح القاعدة :

قال صاحب البرهان : وقد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه ، وتذكيرا به

عند حدوث سببه خوف نسيانه ، وهذا كما قيل في الفاتحة نزلت مرتين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 _ البرهان 1/38
2 الإتقان 1 / 113.
3
مرة بمكة ، وأخرى بالمدينة ؛ ومثل هذا كثير .

والحكمة في هذا كله أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول

آية ؛ وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها ، فتؤدى تلك الآية بعينها إلى النبي عليه

الصلاة والسلام تذكيرا لهم بها ، وبأنها تتضمن هذه .

وما يذكره المفسرون من أسباب متعددة لنزول الآية قد يكون من هذا

الباب.1

كما أكد هذا الأمر صاحب الإتقان حيث قال : صرح جماعة من المتقدمين

والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله . 2

قال ابن الحصار : قد يتكرر نزول الآية تذكيرا وموعظة ، وذكر من ذلك

خواتيم سورة النحل ، وأول سورة الروم . 3

وفي جمال القراء للسخاوي ، بعد أن حكى القول بنزول الفاتحة مرتين : إن

قيل : فما فائدة نزولها مرة ثانية ؟ قلت : يجوز أن يكون نزلت أول مرة

على حرف واحد ونزلت في الثانية ببقية وجوهها ، نحو ملك ومالك

والسراط والصراط . 4

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – البرهان 1 / 39 .

2 . 3 . 4 الإتقان 1 / 113 _ 114 .
4
التطبيق :*

ذكر خالد السبت لهذه القاعدة أمثلة عديدة كلها مخالفة لمنطوق القاعدة الذي

هو عدم تكرر النزول وهو الأصل المعتبر عنده .

من أمثلة ذلك قوله تعالى : ( ألم غلبت الروم ) الروم 1 \ 2

أخرج الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر

ظهرت الروم على فارس 1، فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت : ( ألم ... ) إلى

قوله عز وجل : ( يفرح المومنون ) فهذا يدل على أنها نزلت بالمدينة بعد

الهجرة .

وأخرج من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مايدل على أنها نازلة بمكة ،

وذلك في قصة الرهان المشهورة التي وقعت بين أبي بكر وبين المشركين2
وهذا صريح في أنها نزلت بمكة قبل الهجرة .

وقد كان بين النزولين سنون . وهما خبران صحيحان والعبارة فيهما

صريحة في سبب النزول . فهذا محمول على تعدد النزول .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 _ سنن الترمذي . كتاب القراءات حديث رقم .2935
2 _ سنن الترمذي كتاب التفسير حديث رقم 3193 .
5
* استنتاجات :

أثناء شرحه للقاعدة ذكر كلاما دقيقا جامعا كاد أن يكون هوالاصل بدل أن

تكون القاعدة هي : الأصل عدم تكرر النزول .

ويمكن صياغة هذه القاعدة على الشكل التالي :

القرآن باعتبار تكرر النزول وعدمه قسمان .



القاعدة الثانية .


قد يكون سبب النزول واحدا والآيات النازلة متفرقة والعكس .


لم يقدم المؤلف لهذه القاعدة شرحا اعتمادا على وضوحها وبيانها ، بل غاية
ماهناك أنه أورد نماذج متعددة تؤيد معنى القاعدة نفسها ، وجعلها نوعين .

النوع الأول :

أمثلة مااتحد سببه وتعددت الآيات النازلة فيه .

أخرج الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : يغزو الرجال

ولا تغزو النساء ، وإنما لنا نصف الميراث . فأنزل الله تبارك وتعالى :
6
( ولا تتمنوا مافضل الله به بعضكم على بعض ) الآية . النساء الآية : 32




قال الترمذي: قال مجاهد : فأنزل فيها : ( إن المسلمين والمسلمات ... )

الأحزاب الآية 35. "1" وأخرج عنها أنها قالت : يارسول الله : لاأسمع الله

ذكر النساء في الهجرة ، فأنزل الله تعالى : ( أني لاأضيع عمل عامل منكم )

آل عمران الآية : 195 . 2

وأخرج الحاكم عنها قالت : قلت يارسول الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء

فأنزل الله عز وجل \: ( إن المسلمين والمسلمات ... ) الأحزاب الآية 35

وأنزل ( إن المسلمين والمسلمات ... ) الأحزاب آية : 35 .

وأنزل : ( إني لااضيع عمل عامل منكم ... ) آل عمران آية 195 .

النوع الثاني :

أمثلة ماتعددت أسبابه والنازل فيه واحد .

وهذا يشمل ماكان من قبيل ماتكرر نزوله وقد تقدمت أمثلته في القاعدة

السابقة ،أو مانزل مرة واحدة ومن أمثلته مايلي :

قال تعالى : ( يا أيها النبيء لم تحرم ماأحل الله لك ... ) التحريم : الآية 1 .
\ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ سنن الترمذي كتاب تفسير القران حديث رقم 3022 .
2 – المصدر نفسه حديث رقم 3023 .
7

جاءت بعض الروايات دالة على أن هذه الآية نزلت في تحريم النبي صلى

الله عليه وسلم العسل على نفسه ، وفي روايات أخرى أنها نزلت في تحريم

النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه جاريته مارية . وهي روايات معلومة

مشهورة .

قال صاحب الإتقان : كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة .

وطريق الاعتماد في ذلك أن ينظر إلى العبارة الواقعة . 1

هذا ماتيسر ذكره فما كان من صواب فمن الله تعالى وما كان من خطأ فمن

النفس والشيطان وصل اللهم وسلم على خير الأنام سيدنا محمد وعلى اله

الأخيار وصحابته الأطهار .








\ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 _ الإتقان 1 \ 102 .



8
لائحة المصادر والمراجع :

* القران الكريم برواية ورش عن نافع .

* سنن الترمذي .ت احمد محمد شاكر، مكتبة ومطبعة

مصطفى البابي الحلبي مصر ط الثانية 1398 هجرية .

* البرهان للإمام الزركشي ت 794 تحقيق محمد أبو الفضل

المطبعة العصرية بيروت .

* الإتقان للإمام السيوطي ت 911 هجرية المكتبة التوفيقية .

* قواعد التفسير جمعا ودراسة لخالد السبت . دار ابن عفان

الطبعة الأولى1421




9